دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة، ويتساءل البعض هل دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة، ولكن دعونا نستوضح بعض النقاط حيث إن دعاء المظلوم على الظالم ليس محرمًا، بل إن الله سبحانه وتعالى يسمع المظلوم ويستجيب لدعوته والدليل على ذلك قول الله تعالى: “لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم وكان الله سميعًا عليما”.

دعاء المظلوم على الظالم

يُنصح المظلوم بالإكثار من: (حسبي الله ونعم الوكيل). مع أنها ليست بدعاء على الظالم، ولكنها توكُل من العبد على ربه وفيها طمأنينة للعبد؛ لأنه وكَّل الله تعالى ملك الملوك أمره، لذا فلن يضيع حقه.

ومن دعاء المظلوم على الظالم: (اللهم لا تجعل لظالم على مظلوم سبيلا. ربنا افتح بيننا وبين الظالمين بالحق وأنت خير الفاتحين). ويجدر بنا أن نعلم أن لكل مظلوم دعوة تختلف عن مظلوم آخر وأيًا كانت صيغة الدعاء فإن الله مجيب قريب.

حرمانية الظلم وخطورته

جاء في الحديث القدسي: “يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا”، من هنا نفهم بأن الظلم حرام، وقد نُهينا عنه، ومما ورد في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن دعاء المظلوم على الظالم، قال: (اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافرا فإنه ليس دونها حجاب)، وبالتالي فإن الظالم يخاطر مخاطرة كبيرة في آخرته ودنياه، كما أنه لا يظلم الناس فقط، بل يظلم نفسه أيضًا.

حق المظلوم يوم القيامة

يقول الله تعالى: “اليوم تُجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب”، ويقول: “ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار”، ويقول: “ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين”، فاحذر أيها المؤمن من أن تظلم أحدهم. وإن فعلت فأعِد حقه إليه قبل أن لا يكون دينار ولا درهم. ولا تُبقِ في نفسه شيئًا عليك، فما أحوجنا لدعاء أحبائنا لنا، لا لدعاء من ظلمناهم علينا.

أنواع الظلم

لا تنسى أيها المظلوم أن دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة، وأن زوال الكون أهون على الله تعالى من أن لا يحقق وعوده للمؤمنين. وقد وعدنا الله سبحانه وتعالى بعدم ضياع الحقوق، فلا تقلق. كما أن من عفا وأصلح أجره على الله. وإن لم يتُب الظالم ويعِد الحقوق لأصحابها فسيعيدها الله تعالى لهم. فالله عادل لا يُضيع حقوق عباده، ويعيدها لهم في الدنيا أو الآخرة. تبعًا لما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالظلم ثلاث أنواع:

  1. ظلم لا يُغفر: هو الشرك.
  2. ظلم يُغفر: هو ظلم العبد فيما بينه وبين ربه.
  3. ظلم لا يتركه الله: هو ظلم العباد فيما بينهم، فيقتص الله سبحانه وتعالى لبعضهم من بعض.

هل للظالم من توبة

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كانت له مَظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم”، ومن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، نستنتج أنه بإمكان الظالم أن يتوب برد الحقوق لأصحابها، وتبعًا لما قالته دار الإفتاء: تُقبل توبة الظالم إن ندم وقرر الإقلاع إن شاء الله، ولكن هذا إن كان الظلم فيما بينه وبين ربه، أما إن كان قد ظلم أحدًا من عباد الله تعالى فلا تكفي التوبة فقط، إنما يجدر به إعادة الحقوق لمن ظلمه واستسمحه من ظلمه، وأن يطيب خاطره، وبذلك يسلم وينجو من دعاء المظلوم عليه.

وأخيرًا جميعنا إخوة، فلنجتنب الظلم؛ فإن الظلم ظلمات يوم القيامة. كذلك دعاء المظلوم على الظالم سريع الإجابة، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولنعفُ عن بعضنا البعض، فنلتقي متحابين في الجنة إن شاء الله تعالى، لا ظلم بيننا ولا ضغينة.