إن أحاديث  عن الحلم تذخر الشريعة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة بها، لتكون دليلا قاطعا على وجوب التحلي بهذه السمة الفضيلة، علاوة على إتمام الإدراك بنبلها وسمو مكانها عند الله تعالى، حيث أنه جل علاه جعل الحلم صفة له ولأنبيائه عليهم السلام أجمعين، ووصى العباد بالالتزام بها في كل وقت وزمان.

أحاديث عن الحلم

وقد جاءت العديد من أحاديث عن الحلم عن النبي العربي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليبرز لنا منهج الأنبياء والمرسلين والتزامهم بهذا الخلق الإلهي، ومن هذه الأحاديث:

  • قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يكظم غيظه عند الغضب”.
  • وهو حديث صحيح لا شك فيه ولا ضعف، رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وأثبته مسلم والبخاري في صحيحيهما.
  • وقد قال صلى الله عليه وسلم أيضاً في حديثه عن الأشج عبد القيس: “إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحلم والأناة”.
  • وهذا الحديث الشريف صحيح مثبت أيضاً، رواه الصحابي ابن عباس رضي الله عنه، وأخرجه الترمذي وابن ماجه، بالإضافة إلى البخاري.
  • علاوة على عدة أحاديث أخرى، وأخبار تذكر فضل الحلم في الإسلام عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
  • ومن خلال الأحاديث السابقة نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث على الحلم، ويعمل على تشجيع المسلمين للتقيد به.

تعريف الحلم

ويتضح من خلال العديد من أحاديث عن الحلم تعريف مفهوم الحلم بشكل واضح لا يحتمل اللبس أو التأويل، ويظهر الدلالات والمعاني العظيمة التي يشتمل عليها هذا الخلق السامي، وقد كان محط اهتمام كبير من أبرز فقهاء وأعلام الأمة الإسلامية، مثل:

  • الجاحظ الذي عرف الحلم بكونه القدرة على التروي، وضبط النفس، بالإضافة إلى إصدار الأحكام القرارات بعد التأني والتمحيص والهدوء.
  • أما الأصفهاني فقد عرفه بكونه عدم الانسياق خلف العواطف والانفعالات الشعورية، مع الالتزام بالهدوء والتروي.
  • بينما قام الإمام الجرجاني بتبيان مفهوم الحلم بكونه القدرة على التركيز على راحة البال، واعتزال الغضب والهلع والتسرع.

فوائد  التحلي بصفة الحلم

وإن أحاديث عن الحلم وردت عن خاتم الأنبياء والمرسلين عليهم السلام تستشف منها فوائد الحلم البالغة، وتبدو منافعه الجليلة، حيث أنها:

  • كسب مرضاة الله تعالى، وذلك للتقيد بأمره والتزام تعاليمه.
  • بلوغ الحكمة ورجاحة العقل، والقدرة على الفهم الصحيح للأمور، مما يحمي الإنسان الخطأ والذنوب.
  • تطهير النفس من براثن الغضب والتهور، وتحصين المرء من عواقب الحقد والغل.
  • بناء روابط خيرة بين أفراد المجتمع، الأمر الذي يسهم في تحقيق نهضة شاملة عقليا وأخلاقيا بين الناس، مما ينعكس بشكل إيجابي على مجالات العمل والسعي في الدنيا.
  • تخفيف المشاكل، وقصر الخلافات، وإزالة النزاعات من المجتمع.

مواقف تدل على حلم النبي صلى الله عليه وسلم

ولم يتمثل أحد قيم أحاديث عن الحلم في التاريخ القديم أو الحديث أفضل من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان حاسما صبورا واسع الصدر، ومما دل على ذلك:

  • حلمه الذي ظهر في تعامله مع أسرى المشركين، والإحسان إليهم ومعاملتهم بالمعروف، وعدم أذيتهم أو الإساءة إليهم.
  • ترحيبه بدخول العديد من أعداء المسلمين في الدين الجديد، وقبولهم في صفوف المسلمين ليكونوا إخوة لهم.
  • تغاضيه عن إساءات الأعراب واليهود في المدينة المنورة، وقبوله أعذارهم، وحثه المسلمين على معاملتهم بالحسنى والخير.

كيفية كسب صفة الحلم

ويتم عبر أحاديث عن الحلم تعلم طريقة ضبط النفس، والتحلي بهذه السمة المباركة، ومن هذه الطرق:

  • استحضار مراقبة الله عز وجل في كل وقت، وتدبر معاني أوامره.
  • الالتزام بالصلاة والاستغفار دائماً.
  • الصيام وقراءة القرآن الكريم.

أحاديث عن الحلم والصبر عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي خير ما يديم المرء ذكره والتفكير به، وذلك من أجل اكتساب هذه الخصلة الحميدة، ونيل بركتها.