ما صحة حديث يغفر الله ليلة النصف من شعبان، راج هذا الحديث وانتشر بشكل كبير في الفترة الأخيرة بين المسلمين، ويكثر تداوله خاصة في شهر شعبان، ويتساءلون عن صحته ودرجته، وهل يغفر الله لجميع العباد في الخامس عشر من شهر شعبان أم لا وسوف نوضح ذلك في هذا المقال.

ما صحة حديث يغفر الله ليلة النصف من شعبان

هناك الكثير من الأحاديث التي وردت إلينا بشأن شهر شعبان، ولكن عندما تم البحث عن صحة حديث يغفر الله ليلة النصف من شعبان وجد أنه ليس له أساس من الصحة.

  • أجمع جميع أهل العلم بأن هذا الحديث غير صحيح ولا يوجد له أي مرجع من السنة النبوية ولا يجوز إسناده إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه كذب.
  • وكان قول ابن رجب الحنبلي في ذلك بأنه قد وردت الكثير من الأحاديث التي تدل على فضائل ليلة النصف من شهر شعبان، واختلف الكثير من الفقهاء فيها، فقال البعض بأنها ضعيفة، وهناك من يقول أنها صحيحة.

نص حديث يغفر الله ليلة النصف من شعبان

هناك الكثير من النصوص التي وردت في هذا الحديث وسوف نوضحها فيما يلي:

  • يطَّلِعُ اللهُعزَّ وجلَّ إلَى خَلقِهِ لَيلةَ النِّصفِ مِن شعبانَ فَيغفرُ لِعبادِه إلَّا اثنان: مُشاحِنٍ وقاتلِ نفسٍ”
  • وقد ورد هذا الحديث في رواية أخرى بلفظ آخر: إذا كان ليلةُالنصفِ من شعبانَ، يَنزلُ اللهُ تبارَك وتعالَى إلى سماءِ الدنيا، فيغفرُ لعبادِه، إلا ما كان من مشركٍ أو مُشاحنٍ لأخيهِ.
  • وفي رواية أخرى : ينزلُ اللَّهُعزَّ وجلَّ ليلةَ النِّصفِ من شعبانَ إلى السَّماءِ الدُّنيا فيغفِرُ لِكُلِّ نفسٍ إلا إنسانًا في قلبِهِ شحناءُ أوِ المُشرِكَ باللَّهِ عزَّ وجلَّ.

ليلة النصف من شهر شعبان

إن ليلة النصف من شهر شعبان من الليالي العظيمة والتي يعتز بها المسلمون كثيراً، ويفرحون عند بلوغهم إياها.

  • تبدأ ليلة النصف من شهر شعبان عندما تغرب الشمس في اليوم الرابع عشر من شعبان، ونهايتها هو اليوم الخامس عشر وبالأدق عندما يطلع الفجر.
  • وهذه الليلة عظيمة جداً والسبب في ذلك أنه فيها تم تحويل القبلة من المسجد الأقصى الموجود في فلسطين إلى المسجد الحرام الموجود في مكة، وذلك في العام الثاني الهجري.

أحاديث نبوية عن شهر شعبان

تتضمن السنة النبوية الكثير من الأحاديث الخاصة بشهر شعبان الكريم ومن هذه الأحاديث:

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”.
  • عن أم سلمة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “ما رأيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يصومُ شَهرينِ متتابعينِ إلَّا شعبانَ ورمضانَ.

هل يغفر الله في ليلة النصف من شعبان

بعد إجماع العلماء على عدم صحة حديث يغفر الله ليلة النصف من شعبان، يجب أن ننوه عن إجابة هل يغفر الله في هذه الليلة أم لا.

  • هناك الكثير من النصوص بأن الله سبحانه وتعالى يغفر لجميع العباد ما بدر منهم من ذنوب ومعاصي عند التوبة في هذه الليلة ما عدا الشرك به عز وجل.
  • فيجب الإيمان بأن الله لا يشركه أحد في الحكم، ويجب العلم بأن الشرك من أعظم الكبائر، فيجب التوبة عن ذلك.

هنا نكون قد توصلنا إلى نهاية المقال بعنوان ما صحة حديث يغفر الله ليلة النصف من شعبان، وهذا الحديث مكذوب ولا يمكننا الاعتداد به، ولكن هذا لا يعني أن الله لا يغفر الذنوب في هذه الليلة بل إنه يغفر الذنوب جميعاً لجميع العباد، ما عدا من يشرك بالله، ومن في قلبة مشاحنة أو عداوة فهذه صفات لا تليق أبداً بالمؤمن.