هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة؟ وما هي آداب الدعاء؟ إن الدعاء من العبادات المُستحبة عن الله عز وجل، حيث إن الله يحب أن يسمع صوت عبده يناجيه ويتوسل إليه، وهي عبادة من أبسط العبادات، ولأهمية تلك العبادة يتساءل العديد من المسلمين حول جواز الدعاء على جنابة أو في الحيض وما شابه، وسنجيب اليوم من خلال موقع القمة عن الأسئلة المذكورة بالإضافة إلى عرض شروط استجابة الدعاء وآدابه.

هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة

هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة

الدعاء يجوز في أي وقت، حيث إنه ليس من شروطه الطهارة، فيُمكن للعبد أن يدعو ربه في كافة الأحوال سواء كان على طهارة أو على جنابة، بالإضافة إلى جوازه إذا كان الإنسان على حدث أكبر أو حدث أصغر، وتجوز للمرأة في الحيض أن تدعو، كما يجوز للنفساء أن تدعو، فالدعاء والذكر من العبادات المُستحبة والمطلوبة من العبد.[1]

فعلى العبد أن يذكر الله في كل حالة وفي كل وقت وكل مكان، فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت:

كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ. حديث صحيح.

كما جاء في أمر الدعاء قول الله -عز وجل- في كتابه الكريم:

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) [آل عمران : 190]، وقوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ) [آل عمران: الآية 191].

كما أن جاء في قوله تعالى:

(فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [سورة الجمعة، الآية 10]

وفي هذه الآية دلالة على أن العبد مأمور دائمًا بالذكر قائمًا وقاعدًا سواء كان على جنب أو طهور، والذكر هنا هو الدعاء والتسبيح ولكن قراءة القرآن يمنعها الجنابة.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة دعاء الاستخارة من ورقة

قراءة القرآن للجنب

أما فيما يخص قراءة القرآن للجنب، فلا يجوز له/ا قراءة القرآن الكريم سواء بمس المصحف أو عن ظهر قلب حتى الاغتسال، حيث إن الجنب مُدته قصيرة، فمتى تفرغ الإنسان من حاجته همَّ بالاغتسال، ولهذا تم اعتبار الجنب أمر خاص، وذلك لما جاء في الحديث الشريف:

كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يحجزُه شيءٌ عن القرآنِ إلا الجنابةُ وفي روايةٍ إنه لمَّا خرجَ من قضاءِ الحاجةِ قرأ بعضَ القرآنِ وقال: هذا لمن ليس جنبًا أما الجنبُ فلا ولا آيةً. رواه علي ابن أبي طالب.

هل يجوز الدعاء للحائض والنفساء

في إطار الإجابة عن سؤال هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة، سنوضح حكم الدعاء للحائض ومن هي على جنابة، ونجد أن الحائض والنفساء يُشرع لهن ما يشرع لغيرهم من العباد من تهليل وتسبيح وتكبير ودعاء واستغفار وذكر سواء كان بالقلب أو اللسان، حيث إن مشروع لها أن تذكر الله وتسبحه وتعظمه وتجيب المؤذن والمُقيم وتقول مثل ما يقولونه.

كما أنه يجوز لهما قول “لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله” ويجوز لهما الصلاة على النبي بعد الأذان، حيث يتم الدعاء ” اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة… إلى آخر الدعاء”، فكل تلك الأمور مُشرع فعلها للحائض والنفساء.

قراءة القرآن للحائض والنفساء

الخلاف الوارد بخصوص الحائض والنفساء يكون حول ما إذا كان يجوز لها قراءة القرآن أم لا، فذهب جمع من أهل العلم إلى أنها لا تقرأ واستدلوا على ذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا يَمَسُّ القُرآنَ إلَّا طاهِرٌ” صحيح الجامع، والمعنى هنا ألا تمس الحائض أو النفساء القرآن الكريم، ولكن في حال إذا كانت تقرأه عن ظهر قلب دون مس للمصحف فلا بأس بذلك.

اقرأ أيضًا: هل يجوز قراءة القرآن للحائض في رمضان وحكم ختمه

ما هي آداب الدعاء

بعد أن تعرفنا على إجابة سؤال هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة، نجد أن للدعاء مجموعة من الآداب التي يجب الالتزام بها، حيث إن بعد فعل ما يتم ذكره من آداب؛ يدعو العبد بما يريده من الله عز وجل، وإذا كان العبد على طهارة فيكون هذا أكمل، وتلك الآداب تأتي على النحو التالي:

  • الإقبال على الله عز وجل.
  • حضور القلب في الدعاء.
  • استقبال القبلة.
  • رفع اليدين.
  • التوسل إلى الله بالدعاء.
  • تكرار الدعاء
  • البدء بالثناء على الله عز وجل والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
  • أن يكون الطعام الذي يتناوله العبد طيبًا وليس حرامًا.
  • أن يكون الملبس طيب وليس نجس.
  • العناية بطاعة الله.
  • الاستقامة على الطاعة.
  • الحذر من المعاصي.

اقرأ أيضًا: هل يجوز ختم القرآن الكريم من الجوال

شروط استجابة الدعاء

في سياق آخر من معرفة الإجابة عن سؤال هل يجوز الدعاء وأنا على جنابة، نجد أن هناك بعض الشروط التي يعقب تنفيذها استجابة الدعاء بأمر الله، وتلك الشروط هي:

  • الثقة بالله.
  • التصديق لله عز وجل ولرسوله.
  • الإيمان بأن الله هو الحق.
  • الإخلاص لله سبحانه وتعالى.
  • الإيمان بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بلغ الحق.
  • اليقين بأن الله هو مُدبر الأمور ومصرف الأشياء وأنه القادر على فعل كل شيء.
  • حُسن الظن بالله.
  • الإتيان بالأسباب ومعرفة أن الله هو الحكيم العليم.
  • ألا يدعو بالإثم أو قطيعة الأرحام، وذلك لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” ما من عبد يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا يا رسول الله، إذا نكثر قال: الله أكثر” حديث صحيح.

الدعاء من أبسط العبادات التي يؤديها العبد لربه عز وجل، ولهذا فإن عليه الالتزام بآدابه وأن يعرف العبد أن الدعاء ليس من العبادات التي يشترط بها الطهارة، حيث يُمكنه الدعاء متى شاء فعل ذلك.