هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان؟ وما هو فضل صيام شهر شعبان؟ جميعنا يعرف أن للصوم في شهر شعبان فضل عظيم، ومن الشائع بين المسلمين فضل صيام ليلة النصف من شهر شعبان تحديدًا، ولكن ذهبت بعض الآراء إلا كراهة تخصيص هذا اليوم بالصيام بينما ردت بعض الآراء الأخرى بإنكار ذلك، وسوف نحسم حقيقة الأمر عبر موقع القمة مدعمين الأجوبة بالأدلة والبراهين الواضحة من الكتاب والسنة.

هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان

سؤال هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان من الأسئلة التي يبحث لها العديد من المسلمين عن جواب، والجواب هو نعم يجوز للمسلم أن يصوم ليلة النصف من شهر شعبان ولا ضرر من ذلك أبدًا، والصيام مستحب جدًتا خلال شهر شعبان لأن أعمال المسلم ترفع إلى الله.[1]

لكن ما لا يجوز وهذا ما تأكد بالفعل هو تخصيص ليلة النصف من شعبان فقط لصومها دونًا عن سائر أيام الشهر بالكامل، بل يفضل أن يصوم المسلم في هذا الشهر بوجه عام لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم بذلك.

“عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ”

[حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

من الهام والضروري أيضًا أن تبع سنة الحبيب عليه أفضل الصلاة وأزكى وأتم التسليم، ففي اتباع السنة النبوية الشريفة خير وبركة وهداية لأمة الإسلام كلها ونيل لشفاعة النبي في الآخرة.

(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) [سورة آل عمران، الآية رقم 31].

اقرأ أيضًا: إذا أحد قال صيام مقبول وش أرد

فضل الصيام في شهر شعبان

فضل الصيام في شهر شعبان

إن الصوم بوجه عام من أحب الأعمال التي يمكن للمسلم أن يقوم بها لكي يتقرب من الله تعالى، وهناك أوقاتًا معينة يستحب فيها الصيام مثل شهر شعبان لأن الأعمال فيه ترفع إلى الله.

“عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”

[حدثه الألباني، المصدر: صحيح النسائي].

إن الصيام في شهر شعبان يساعد المسلم ويعوده ويجعله أكثر استعدادًا لصوم شهر رمضان، كما أن الصيام في أي يوم كنافلة خالصة لوجه الله تقرب العبد من ربه وتساعده على نيل رضوانه، ففي الصيام مغفرة للذنوب وعتق من النيران طالما كان الصيام نافلة وليس فرضًا مثلما هو الحال في شهر رمضان.

“عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَن صامَ يَوْمًا في سَبيلِ اللَّهِ، بَعَّدَ اللَّهُ وجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا” [حدثه البخاري، المصدر: صحيح البخاري].

في الصيام لوجه الله خلال شهر شعبان وغيره من الأشهر الأخرى شفاعة للمسلم عند الله، وليس وحده بل إن الصلاة والقيام أيضًا إلى جانب الصيام يجعلهم الله جميعًا شفيعًا للمسلم يوم العرض عليه.

“عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامَةِ ، يقولُ الصيامُ : أي ربِّ إِنَّي منعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْنِي فيه ، يقولُ القرآنُ ربِّ منعتُهُ النومَ بالليلِ فشفعني فيه ، فيَشْفَعانِ” [حدثه الألباني، المصدر: صحيح الجامع].

ما أحب أن يرفع عمل المرء الصالح إلى ربه وهو على طاعة لوجه الله مثل الصيام، لأن الأعمال ترفع لله تباعًا وعمل الليل يرفع إليه قبل أن يرفع عمل النهار.

“عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قامَ فِينا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بخَمْسِ كَلِماتٍ، فقالَ: إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ لا يَنامُ، ولا يَنْبَغِي له أنْ يَنامَ، يَخْفِضُ القِسْطَ ويَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهارِ، وعَمَلُ النَّهارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، حِجابُهُ النُّورُ، وفي رِوايَةِ أبِي بَكْرٍ: النَّارُ، لو كَشَفَهُ لأَحْرَقَتْ سُبُحاتُ وجْهِهِ ما انْتَهَى إلَيْهِ بَصَرُهُ مِن خَلْقِهِ” [حدثه مسلم، المصدر: صحيح مسلم].

اقرأ أيضًا: دعاء نية الصيام في غير رمضان

بعد أن عرفنا هل يجوز صيام ليلة النصف من شعبان أم لا، يجب أن نحرص جميعًا كمسلمين على السعي من أجل إرضاء الله دومًا والتقرب إليه بالنوافل والأعمال الصالحة طوال العام وليس فقط في شهر معين من السنة، لأن الله رب جميع الشهور وقد لا يمهلنا القدر لحيان موعد شهر شعبان فنخسر الأجر العظيم.