من هم أهل المدينة المنورة الأصليين؟ يعتبر أحد أهم الأسئلة التي يسألها المسلمون، حيث إن المدينة المنورة تم تسميتها بهذا الاسم عقب هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام إليها مباشرةً، ولكن قبل هذا كانت تسمى يثرب ويسكنها سكان أصليون نتعرف عليهم من خلال موقع القمة.
من هم أهل المدينة المنورة الأصليين
لقد عرفت المدينة المنورة بهذا الاسم بعد هجرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليها هو وأصحابه الكرام، حيث كانت تعرف قبل ذلك باسم يثرب، وكانت تضم السكان الأصليون آنذاك وهم العرب من قبائل الأوس والخزرج، كما كان يعيش بها كذلك اليهود من قبائل بني قريظة وبني النضير بالإضافة إلى بني قينقاع.
كما أن قبيلتي الأوس والخزرج هاجروا إلى يثرب من اليمين في القدم، وكان ذلك هربًا مما كان يحدث في قرية سبأ من سيل العرم، كما أن قبيلتي الأوس والخزرج قد رأت أن النخيل والأموال بيد اليهود داخل يثرب مما جعلهم يقيمون حلف معهم ينص على حمايتهم لبعضهم البعض.
ففي البداية لم يكن للأوس شوكة ولا قوة من أجل مواجهة اليهود، مما جعلهم يقبلون العيش في أصعب الظروف، ولكن قويت شوكتهم واشتدت قوتهم وبدأوا في التخطيط للتغلب على اليهود داخل المدينة.
اقرأ أيضًا: اقرب مكتبه من موقعي بالسعودية
أهل المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية
في إطار التعرف على من هم أهل المدينة المنورة الأصليين، يرجى العلم بأنه بعدما اشتد ظلم كفار قريش على الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في مكة المكرمة، أمره الله عز وجل بالهجرة حينها إلى المدينة المنورة مع أصحابه تاركين مكة المكرمة، وعندما دخلوا إلى المدينة المنورة تم إعادة هيكلة الطوائف في المدينة من السكان الأصليين حتى أصبحت على النحو التالي:
- طائفة المسلمين: حيث كان المسلمين هم الطائفة الغالبة من ناحية العدد داخل المدينة المنورة، كما أنهم من كان يعيش بها من الأنصار من قبيلتي الأوس والخزرج قبل الهجرة،
- المهاجرين من أهل مكة: وهم الهاربين من بطش كفار قريش بدينهم، ومن عاد من الحبشة إلى المدينة، وأهل غيرهم من قبائل المسلمين من المستقرين بالفعل بالقرب من المدينة، من مسلمي اليمن، ومسلمي قبيلتي أسلم وغفار كذلك.
- طائفة اليهود: استمر تواجد اليهود بالمدينة المنورة إلى ما بعد دخول الإسلام للمدينة، ولكنه تم وفقًا لاتباع مجموعة من الضوابط والقواعد التي قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضعها، بحسب الاتفاقية التي تم عقدها بينه وبين اليهود.
- طائفة المشركين: حيث بقى المشركين بعد الهجرة النبوية داخل المدينة المنورة، وكانوا من مشركي قبيلتي الأوس والخزرج، ممن ظلوا يعبدون الأصنام، بالإضافة إلى مشركوا الأعراب من المقيمين حول المدينة.
- طائفة المنافقين: والتي ظهرت في المدينة المنورة بعد غزوة بدر وانتصر رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الأجلاء بها على كفار قريش، وبعد هذه المعركة تم تقوية شوكة المسلمين داخل المدينة، حيث قام بعض الناس بإعلان إسلامهم ولكن في باطنهم الكفر، وكان على رأسهم عبد الله بن أبي سلول.
قبائل سكنت المدينة المنورة قديمًا
من خلال ما يلي نتعرف على القبائل التي كانت تسكن المدينة المنورة قديمًا:
- قبيلة العماليق: من تابعي العرب البائدة، ويذكر أنهم أول قبيلة سكنت في يثرب، كما يقال إن المدينة المنورة كانت تعرف باسم يثرب في قديم الزمان نسبة لأحد أهم رؤساء هذه القبيلة.
- اليهود: لقد دخل اليهود إلى المدينة المنورة، حيث يذكر البعض بأنه قد تم القضاء على المماليك على أيديهم، وبدأت هجرتهم إلى المدينة المنورة في عهد نبي الله موسى عليه السلام.
- قبيلتي الأوس والخزرج: يرجع أصل قبيلتي الأوس والخزرج إلى قبائل الأزد في اليمن، وقد هاجروا إلى يثرب منها بعد حادثة السيل التي وقعت في مدينة سبأ وتحديدًا في سد مأرب.
من هم الأوس والخزرج
تعتبر قبيلتين الأوس والخزرج أحد أكبر القبائل التي كانت تسكن في يثرب في قديم الزمان، حيث تقع يثرب في شمال مكة المكرمة، ولكن يفصل بينهم مسافة 500 كيلو متر بشكل تقريبي، وتم إطلاق اسم الأنصار عليهم نظرًا لنصرتهم لنبي الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
كما أنهم من احتضنوا المهاجرين ونصروهم وقاموا بأسمى معاني الإيثار على أنفسهم حينما قاموا بتقسيم أموالهم مع المهاجرين كل هذا فضلًا عن الجهاد في سبيل الله عز وجل، أما بالنسبة إلى نسبهم فقد كانوا ابنان لحارثة العنقاء بن عمرو مزيقا بن عامر الكهلان.
بالإضافة إلى أنه قد تم إطلاق لقب العنقاء عليه نظرًا لمدى طول عنقه، وقد كانت أمهم هي قيلة بنت الأرقم بن عمرو، دخلوا إلى الإسلام عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم باغتنام المواسم مثل المناسبات الدينية والأسواق التجارية من أجل عرض الإسلام على الأفراد والقبائل مع التركيز على القادمين من خارج مكة المكرمة بعد رفض أهل مكة للدخول في الإسلام.
فبعد أن تم إيذاء الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام أشد أنواع الأذى وتحديدًا بعد وفاة أبي طالب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وفي خلال موسم الحج في العام الحادي عشر من النبوة قابل النبي صلى الله عليه وسلم ست رجال من أهل يثرب، وعرض عليهم الإسلام وأسلموا بالفعل وقد كان إسلامهم بمثابة بداية دخول أهل يثرب إلى الإسلام.
اقرأ أيضًا: ما هي اكبر محافظه في السعوديه
من أول أمراء المدينة المنورة
أول من تولى الإمارة على المدينة المنورة كان الصحابي “مصعب بن عمير” رضي الله عنه، فقد ولاه نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الإمارة على المدينة المنورة، حيث إن هذا ما تم بشكل مباشر بعد الهجرة النبوية، ولكن يعتقد الكثير من الأشخاص أن اول من تولى الإمارة على المدينة كان سهل بن حنيف ولكن هذه المعلومة ليست صحيحة.
حيث معروف عنه أنه من بني حنش بن عوف، وقد كان من الأوس، وحضر العديد من الغزوات والمعارك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن تبين من خلال تاريخ المدينة المنورة والسيرة النبوية أن مصعب بن عمير هو أول من تولى إمارة المدينة بعد الهجرة.
يعتبر تاريخ المدينة المنورة من أكثر التواريخ العريقة والأصيلة التي تشتمل على العديد من الأحداث القيمة، كما أصبحت المدينة المنورة أحد أهم المدن بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته إليها.