الاستثمار في الذهب في السعودية هو من واحدٌ من الطرق الاقتصادية التي تُجنى منها أرباحًا كبيرة، فضلًا عن حفظ قيمة المال بل زيادته على عكس غيره من الطرق التي تخسف بقيمته خسفًا بمرور الزمن، لذلك من خلال موقع القمة سنعرض آراء الخبراء في هذا الصدد ونصائحهم للاستثمار الصحيح في الذهب.

الاستثمار في الذهب في السعودية

في إطار بحث أصحاب المال عن طرق يتمكنوا من خلالها الحفاظ على أموالهم واستثمارها في أمورٍ مُربحة، يتوجّه بعضهم إلى طريق البنوك وعمل الشهادات ذات النسبة وتنتهي في فترة مُحددة، لكن البعض الآخر قرر أن يختار طريقًا أكثر ضمانًا ألا هو الذهب.

الكثير من الناس يظنون أن الذهب ما هو إلا مجرد أداة زينة ترتديها النساء، ولا يعلمون أن اقتصاد الدول قائمًا بشكلٍ أساسي على احتياطي الذهب في خزينة كل دولة، وعليه فإن الاستثمار في الذهب هو من أكثر أوجّه الاستثمارات التي تُعطي قيمة مُضاعفة للمال.

في هذا الصدد كانت المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان التي فطنت لتلك الحيلة الاقتصادية وبدأت بالفعل بتطبيقها من خلال أساليب عدة، والتي نذكر منها ما يلي:

1- شراء الإكسسوارات الذهبية

شراء الإكسسوارات الذهبية

من صور الاستثمار في الذهب في السعودية هو شراء القطع مثل الخواتم أو السلاسل وغيرها، مع تحرّي أوقات انخفاض سعره عند الشراء، وعلى النقيض ارتفاع سعره في حال الرغبة في البيع.

تعد تلك الطريقة هي أقل صور الاستثمار في الذهب من ناحية الأفضلية، وذلك لأن السعر لا يكون صافيًا بل تُخصَم منه قيمة المصنعية لصاحب متجر الذهب، ولكنها تُعد الأكثر ملائمة في حال كان المبلغ المُتاح قليلًا، أو للعوام الذين لا يرغبون في سلك طرق الاستثمار الأخرى.

اقرأ أيضًا: كيف الربح من تداول الذهب

2- شراء سبائك وعملات الذهب

ننتقل إلى طريق آخر من الاستثمار في الذهب في السعودية ألا وهو الإقدام على شراء السبائك والعملات الذهبية، وهي تُشبه الطريقة الأولى لكنها أكثر ضمانًا للعديد من الأسباب من بينها عدم وجود المصنعية، كما أن سعرها لا يتأثر بالانخفاض بمرور الزمن كباقي أنواع المجوهرات.

يمكن الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية إما عن طريق شرائها من متاجر الذهب المعروفة مع الحرص على أخذ فاتورة، أو يمكن الاستعانة بأحد البنوك لكي يتم شرائها منه.

3- صناديق الاستثمار في الذهب

بدأ الاستثمار في الذهب في السعودية من خلال صناديق الاستثمار يدّب أولى خطواته في عالم الاقتصاد في بداية عام 2020 الماضي، والذي تم إطلاقه تحت موافقة هيئة السوق المالية السعودية ليكون متوافقًا مع أحكام الشريعة الإسلامية -على حدّ تصريح المسؤولين-

جاءت فكرة تطبيق صناديق الاستثمار في الذهب في المملكة العربية السعودية، من ضمن الجهود المُضنية التي تسعى إلى الحفاظ على الاقتصاد السعودي من الانهيار في ظل الظروف العالمية التي أدت إلى سقوط العديد من اقتصاديات الدول.

حيث إنه بحسب ما ورد عن الرئيس التنفيذي لشركة فالكوم المالية معاذ الخصاونة فيما معناه، أن هذا النوع من الاستثمار الذهبي يعتبر وسيلة دفاع آمنة وموثوقة ضد التضخم، وذلك ليس لأن قيمته ثابتة أمامه بل إنها تزداد وبنسبة كبيرة.

في هذا الإطار من الجدير بالذكر أيضًا أن السعودية أتاحت الاستثمار في الذهب من خلال الصناديق، دون تحمّل تكاليف التخزين، والحفظ والتأمين وذلك فيما عدا فترة الاسترداد العيني، علمًا بأن السبائك المستردة يتم حفظها في خزائن أحد البنوك السويسرية.

من الجدير بالعلم أيضًا أن العملة الرسمية لصناديق الاستثمار في الذهب في المملكة العربية السعودية هي الدولار الأمريكي، وذلك بهدف حماية المستثمرين من مواجه أي أخطار تنتج عن اختلال اتزان أسعار العملات.

4- صناديق المؤشرات المتداولة

نستكمل صور الاستثمار في الذهب في السعودية وذلك مع صناديق المؤشرات المتداولة، والذي يكون عبارة عن شراء كمية محددة من الذهب في وقت يكون فيه سعر الشراء منخفض، ومتابعة حركة السوق باستمرار حيث بمجرد ارتفاع سعره يتم البيع على الفور، للاستفادة من فرق العملة.

علمًا بأن تلك الطريقة يتم فيها الاستثمار عن طريق الأسهم التي يتم بيعها في سوق الأوراق المالية، ولكن يرجى العلم أن سوق التداول بشكلٍ عام ليس من أفضل طرق الاستثمار نظرًا لأن المخاطر تحده من كل جانب ونسبة الخسارة فيه تكون أعلى من المكسب.

بالإضافة لما سبق ذكره أن هناك من الآراء الشرعية التي تُحرّم التداول حتى لو كانت على الذهب، لأن الهدف الأساسي من عملية الشراء لا يكون بنيّة التمّلك بل البيع، وهذا ما لم تُجزه بعض الفتاوى.

5- العقود الآجلة للذهب

آخر طرق الاستثمار في الذهب في السعودية هي العقود الآجلة للذهب، والتي تكون مُعقدة بعض الشيء، حيث إنها عبارة عن وجود طرفين أحدهما البائع والآخر المستثمر، تجمع بينهما علاقة تعاقدية على المادة محل التعاقد وهي الذهب.

حيث ينص العقد في هذا الحالة على الاتفاق على سعر بيع أو شراء الذهب في وقت إنشاء العقد، على أن تتم عمليتيّ البيع والشراء الفعليين في المستقبل القريب أو البعيد، علمًا بأن هذا النوع من الاستثمار يتم فقط في البورصات.

جدير بالإشارة أن تلك الطريقة من الاستثمار في الذهب تُعد المخاطر فيها واضحة وجلية، والإقدام عليها لا يعتبر حفظًا لقيمة المال، بقدر المغامرة بخسارته تمامًا.

فضلًا عن أن الحكم الشرعي للعقود الآجلة للذهب تشابه مع صناديق المؤشرات المتداولة عند بعض أهل العلم، أن هذا النوع من العقود لا يجوز لأنه يعتبر بيع الدين بالدين، كما أنها نوع من المقامرة لأن أحد أطرافها سيكون رابحًا أم الآخر حتمًا سيكون خاسرًا.

اقرأ أيضًا: هل تجارة العملة حلال أم حرام؟

شروط الاستثمار في الذهب

بعد الإلمام بأهم جوانب الاستثمار في الذهب في السعودية، وفي حال وقع الاختيار عليه، نتطرق إلى الشروط الأساسية اللازمة لكي يتم بدء الخطوة الأولى في هذا الاستثمار، فضلًا عن محاولة الحفاظ على نجاحه، وذلك على النحو التالي:

  • وجود رأس مال أو سيولة كافية لشراء الذهب، التي كلما زادت كانت أفضل.
  • اختيار طريقة الاستثمار المناسبة بعد دراسة كافة تفاصيلها، وكما يُفضل الاستعانة بأحد خبراء المجال.
  • التأني قبل عملية الشراء أو البيع بعد ذلك -عند الضرورة- تجنبًا لحدوث خسارة.
  • الاستثمار في الذهب يتم من خلال المصادر الموثوقة فقط، مثل المتاجر المُتخصصة والبنوك، فلا تتم المخاطرة بالدخول إلى السوق السوداء أو غيرها.

على مر العصور ما زال الذهب مُترأس قائمة الخيارات المُثلى للاستثمار المضمون والمُربح، وهذا ما يُرى في واقع السعودية الذي اشترى شعبها ما يزيد عن 237 طنًا خلال السنوات الـ 5 الأخيرة.