علم الأنساب و معادن العرب

علم الأنساب و معادن العرب هو المصدر الفعلي الذي نرجع إليه في كل مرة نودّ فيها عرض أي معلومة عن القبائل المختلفة، والتي لا بد أن تكون موثوقة ومعتمدة، لذلك قررنا تلك المرة التوقف قليلًا عن البحث، والالتفات إلى الدليل الذي من دونه لما وجدنا ضالتنا، وهذا ما سيعرضه موقع القمة.

علم الأنساب و معادن العرب

أي معلومة مهما اختلف مجالها لا بد أن يكون لها مرجعًا ومصدرًا موثوقًا، والذي يكون بوابة العلم الرئيسية للمجال المراد البحث عن بواطنه، ونخص بالذكر في هذا المقال العلم المعني بالأصول والأنساب، وهو علم الجينيالوجي Genealogy.

ففي كل مرة تفتح فيها محرك البحث تسأل فيه لأي قبيلة تنتمي تلك العائلة أو حتى تسأل عن أصل قبيلة بعينها، وإن كنت تظن أن المعلومات الظاهرة هي عشوائية، أو تخمينية فهذا مُعتقدٌ خاطئ، بل يتم الرجوع إلى علم الأنساب لإعطائك الإجابة الصحيحة.

اقرأ أيضًا: المورقي وش يرجع؟ وما هو أصل عائلة المورقي؟

تعريف علم الأنساب

في إطار عرض علم الأنساب و معادن العرب فلا بد أن نوضّح التعريف العلمي الصحيح له وهو، علم يتم من خلاله التعرف على أنساب الناس، وتهدف قواعده الكلية والجزئية الحرص على عدم الخطأ في نسب أي شخص.

بداية علم الأنساب

نستكمل السير في طريق علم الأنساب و معادن العرب وذلك من خلال الرجوع إلى الخطوة الأولى التي تم سيرها في ذلك المسار التي كانت بواسطة العالم العراقي هشام بن محمد بن السائب الكلبي.

حيث كان السائب من أوائل العلماء الذين مشوا في طريق تتبع الأنساب ومعرفة بدايتها الحقيقية، وكانت من ثمرات مجهوداته مجموعة من المؤلفات الكتابية تحديدًا 5، وهم الفريد، والوجيز، والمنزلة، والملوك والجمهرة.

علماء الأنساب في المجتمع العربي والغربي

جاء من بعد النسّابة السائب الكلبي العديد من العلماء العرب الذي اختاروا أن يكونوا مثله، حتى بمرور الزمن وتطور علم الأنساب وزيادة رقعته؛ حتى وصل للغرب الذي اهتموا أيضًا بالنسب العربي وقاموا بطباعة الكتب إلى لغاتهم المختلفة، ومن كلا الجهتين نذكر ما يلي:

• أبو الحسن أحمد بن يحيى البلاذري صاحب كتاب “أنساب الأشراف” الذي يتألف من 20 مجلد، الذي طُبع الجزء الـ 11 منه في عام 1883م بواسطة المستشرق الألماني وليم اهلوارد.
• أبو جعفر محمد بن حبيب البغدادي النحوي، مؤلف كتابيّ “أنساب الشعراء” و “أنساب الرشاطي”.
• زبير بن بكار القرشي، مؤلف كتابيّ “أنساب قريش” و “أنساب السمعاني التميمي”.
• عبد الملك بن هشام، مؤلف كتاب “السيرة” و “أنساب حمير وملوكها”.
• الحافظ محب الدين محمد بن محمود بن النجار البغدادي، صاحب كتاب “أنساب المحدثين”.
• بن حبيب، مؤلف كتاب “جمهرة أنساب أمهات المؤمنين”.
• ليفي بروفنسال الفرنسي، قام بطباعة كتاب “جمهرة الأنساب العرب” لابن حزم، وكتاب “نسب قريش” لمصعب بن عبد الله الزبيري.

طريقة تصنيف الأنساب

في إطار الحديث عن علم الأنساب و معادن العرب، فمن الجدير بالذكر أن الكيفية التي يختار بها عالم النسب أو النسّابة أن يعرض بها سلسال النسب، مختلفة بين العلماء، والتي تكون واحدة من الطرق التالية:

• عرض أنساب الأشخاص بالنسبة لأمهاتهم فقط.
• اختيار قبيلة بعينها وتخصيصها في أحد المؤلفات بنسبها وعائلاتها.
• عرض أنساب جميع القبائل العربية في كتاب واحد، مثلما فعل ابن حزم.
• توضيح كلًا من الأنساب المُتفق أو المختلف عليها، ويعد هذا المنهج الذي اختاره علماء الحديث.

الهيئات المعتمدة لتوثيق النسب

تعد واحدة من أهم الأمور التي يجب أن نُسلط الضوء عليها من خلال الحديث عن علم الأنساب و معادن العرب، هي وجود جهات مُعتمدة في مختلف الدول العربية منوط بها توثيق الأنساب، حيث يستفيد العامّة جهات الأنساب تلك في إثبات نسبهم إلى القبائل أو العائلات المعروفة في التاريخ، والتي من بينهم نذكر ما يلي:

اقرأ أيضًا: الشاطري وش يرجع

أهمية علم الأنساب

بعد أن حاولنا الإحاطة بأهم جوانب علم الأنساب و معادن العرب، ننتقل إلى الأمور التي اكسبت ذلك العلم هذا الكمّ من الأهمية، والتي نعرض أبرزها على النحو التالي:

• إثبات نسب الأشخاص خاصة المعروفين في التاريخ.
• التصدي إلى الشائعات أو الأقاويل التي تقوم بإنساب شخص لغير قبيلته أو عشيرته، خاصةً لو كانت مقصودة.

إن علم الأنساب كبير وعميق ومن يدرس فيه سيعرف معادن العرب ومدى عراقتهم وله أهمية كبيرة لا يجب أبدًا هجرها.