تعد تجربتي مع قول الحمد لله رب العالمين من أفضل التجارب التي قمت بها والتي كان لها العديد من الآثار الإيجابية على حياتي، حيث إن شكر الله وحمده على نعمله والثناء بفضله علينا أقل ما يمكن أن نفعله، ولذلك سوف أنقل لكم تجربتي مع تكرار قول الحمد لله رب العالمين من خلال موقع القمة.

تجربتي مع قول الحمد لله رب العالمين

إن تجربتي مع قول الحمد لله رب العالمين بعد معاناة طويلة من عدم قدرتي على الإنجاب، ولقد كنت أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزقني الذرية الصالحة، وبعد مرور عدة سنوات تعايشت مع الأمر وتوقفت عن الدعاء، ولكن بداخلي ما زلت أتمنى بشدة أن أتمكن من الإنجاب.

في يوم من أيام شهر رمضان الكريم كنت في المسجد أصلي صلاة العشاء والتراويح، وبعد الانتهاء من الأربع ركعات الأولى من التراويح، جلس الشيخ يتحدث عن فضل شهر رمضان وغيرها من الأمور.

سرحت قليلًا فيما يقوله الشيخ ولكنني تيقظت على قول الشيخ أن حمد الله واجب على كل مسلم فلقد أعطانا الله سبحانه وتعالى نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، حتى إذا ظن المسلم أنه ليس في أحسن حال من الناحية المالية أو من الصحية، يجب عليه أن يحمد الله فقد أعطاه ما لم يعطه لغيره.

فكل شيء في حياتنا هو نعمة من عند الله عز وجل يجب علينا دائمًا قول الحمد لله رب العالمين وأن نقولها وقلوبنا تملؤها الرضا بقضاء الله لأن السخط والغضب على ما كتبه الله وجه من وجوه الكفر والعياذ بالله.

قال الشيخ أيضًا أنه لا يجوز أن نقول لماذا لم ترزقني، لماذا جعلتني مريضًا، ولماذا يا رب لم تجعلني قادرة على الإنجاب، كلام الشيخ كان يرن في أذني، فلقد أدركت للتو أنني كنت مخطئة.

بالرغم من دعائي إلا أنني كنت دائمًا ما أتساءل بيني وبين نفسي عن السبب وراء عدم قدرتي على الإنجاب ولماذا لم يرزقني الله بالحمل والإنجاب مثل بقية السيدات، قال الشيخ مستكملًا أرض يا ابن آدم بما كتب الله لك وسيرضيك ربك فترضى بإذن الله.

نتيجة تجربتي مع قول الحمد لله رب العالمين

بعد أن خرجت من المنزل وأثناء طريق عودتي إلى المنزل بدأت أفكر في كلام الشيخ ووجدت أنني كنت مخطئة بحق الله سبحانه وتعالى وبحق نفسي ومنذ ذلك اليوم اتخذت عهدًا على نفسي ألا تخرج مني كلمة تدل على سخط أو غضب أو عدم رضا بقضاء الله سبحانه وتعالى.

منذ ذلك اليوم بدأت تجربتي مع قول الحمد لله رب العالمين وأصبحت دائمًا على لساني، حتى عندما تسألني إحدى السيدات عن سبب عدم إنجابي حتى الآن أقول لها قضاء الله سبحانه وتعالى الحمد لله رب العالمين.

ظللت لفترة طويلة أقول الحمد لله رب العالمين كثيرًا أرددها حتى يغفر لي ذنبي على شعوري سابقًا بعدم الرضا، فكنت أقولها وأنا راضية تمامًا بقضاء الله عز وجل.

بعد فترة قصيرة بدأت أشعر بالتعب الشديد وظننت أنني أعاني من إحدى الأمراض، لذلك قمت بالذهاب إلى الطبيبة النسائية وتفاجأت من قولها لي مبروك أنتِ حامل، صدمت مما سمعت فكيف هذا وبقد مر على زواجي أكثر من عشر سنوات.

لم أصدق ما قالته لي الطبيبة بل لم أستوعبه ولكن ظللت أبكي وأقول الحمد لله رب العالمين ففي هذه اللحظة كنت شاكرة لله عز وجل على فضله ونعمته علينا أنا وزوجي ولذلك فقد كانت تجربتي مع قول الحمد لله رب العالمين من أفضل التجارب التي قمت بها في حياتي.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع لا إله إلا الله الملك الحق المبين

فضل قول الحمد لله رب العالمين

من الجدير بالذكر أن قول الحمد لله رب العالمين له فضل وثواب عظيم عند الله عز وجل حيث إن الحمد يشير إلى الثناء على الله وشكره على كافة نعمه والإيمان بأن الله سبحانه وتعالى عدل في قضائه.

كذلك نجد أن أول سورة في القرآن الكريم هي سورة الفاتحة التي تبدأ بقول الله سبحانه وتعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2].

كذلك أضاف الشيخ أن كثرة الحمد من تمام العبودية، فالله سبحانه وتعالى له الكثير من الأفضال والنعم علينا لذلك يجب أن نكون حامدين وشاكرين له، ومن فضائل قول الحمد لله رب العالمين ما يلي:

1- الفوز بمحبة الله

من الجدير بالذكر أن الحمد من أحب الكلام وأطيبه عند الله سبحانه وتعالى، والدليل على ذلك في السنة النبوية جاء عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “أربعٌ أفضلُ الكلامِ، لا يضرُّك بأيِّهنَّ بدأتَ؛ سبحانَ اللهُ، والحمدُ للهِ، ولا إلَه إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ” [صحيح الجامع].

وبذلك فإن من قال سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فاز برضا الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.

2- إحدى آيات السبع المثاني

لا شك في أن قول الحمد لله رب العالمين لها فضل عظيم، فلقد ذكرت في القرآن الكريم في العديد من المواضع المختلفة، كما أنها إحدى آيات السبع المثاني في سورة الفاتحة.

الدليل على ذلك جاء عن أبو سعيد بن المعلى رضي الله عنه حين قال: يا رَسولَ اللَّهِ، إنَّكَ قُلْتَ: لَأُعَلِّمَنَّكَ أعْظَمَ سُورَةٍ مِنَ القُرْآنِ قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ [صحيح البخاري].

3- تكفير الذنوب، والفوز برحمة الله

لا شك في الغرض الأساسي للمسلم عند ذكر الله هو الفوز بالمغفرة والرحمة من عند الله عز وجل، وذلك لا يوجد قول أفضل من الحمد لله رب العالمين قادر على أن نكفر به ذنوبنا، والدليل على ذلك جاء عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:

يا علِيُّ ألَا أُعلِّمُك كلماتٍ إذا قُلْتَهنَّ غُفِر لكَ مع أنَّه مغفورٌ لك: لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ لا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ سُبحانَ اللهِ ربِّ السَّمواتِ السَّبعِ وربِّ العرشِ العظيمِ والحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ[صحيح ابن حيان].

اقرأ أيضًا: تجربتي مع أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق

4- الحمد لله رب العالمين هو أفضل الدعاء

وضح الرسول صلى الله عليه وسلم أن قول الحمد لله رب العالمين هو أفضل السبل للتقرب من الله عز وجل والحصول على مطالبنا، والدليل على ذلك جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أفضلُ الذكرِ: لا إلهَ إلا اللهُ، وأفضلُ الدعاءِ: الحمدُ للهِ[الجامع الصغير].

إن فضل قول الحمد لله رب العالمين لا يعد ولا يحصى، ولذلك يجب على المسلم أن يدرك مدى أهمية وفضل قول الحمد لله رب العالمين حتى ينال الأجر والثواب العظيم ويتقرب إلى الله سبحانه وتعالى أكثر.