أحل الله سبحانه وتعالى الزواج وجعل منه ميثاق غليظ بين الزوجين, والزواج الشرعي المتعارف عليه في الإسلام هو الزواج القائم على الإشهار بوجود إثنين من الشهود وعقد زواج شرعي,و فرض الإسلام المهر و المؤخر للعروس من قبل حتى أن تدخل بيت زوجها,و يكون دائما الرجل هو صاحب العصمة في الزواج وهو من بيده إذا حدث اختلاف و قررا الانفصال أن يطلق زوجته,ولكن هناك نوع آخر من الزواج وهو يسمى بزواج المسيار فما هو هذا الزواج؟ وما رأي الشيخ ابن عثيمين فيه, سنتعرف على ذلك من خلال هذا المقال.

تعريف زواج المسيار

حلل الله الزواج وجعل بين الزوجين مودة ورحمة, و أن يستمتع الزوجين ببعضهما في إطار شرعي,ولكن جاء زواج المسيار بتعريف معين حول هذا الزواج فما معناه:

  • زواج المسيار أو زواج الإيثار وهو أن يعقد الرجل قرانه على امرأة عقدا شرعيا مستوفي كل الشروط و أركان الزواج في الإسلام.
  • لكن تتنازل به المرأة عن حقوقها في الزواج العادي مثل السكن و النفقة والمبيت.

أسباب ظهور زواج المسيار

هناك الكثير من الأسباب التي أدت إلى ظهور زواج المسيار وانتشاره بصورة كبيرة وهى:

  • ازدياد نسبة العنوسة لدى النساء بسبب زيادة تكاليف الزواج وزيادة المهور مما جعل الشباب يعزفون عن الزواج أو يأجلوه لفترة أطول.
  • كثرة الطلاق أيضا سببا كبيرا ,فبعد زواج السيدة وطلاقها ترغب في الزواج مرة أخرى ومن الممكن أن تقبلها بكونها زوجة ثانية وثالثة وتتنازل عن بعض حقوقها من أجل ذلك.
  • رغبة العديد من الرجال بإعفاف بعض النساء لحاجتهن للزواج,أو لحاجة الرجل نفسه في أن يستمع متعة مباحة ,دون تأثير على بيته و أولاده.
  • في حالة سفر الرجل الطويل إلى بلد معين وبقاءه به مدة طويلة ,فيضطر للزواج من أجل أن يحفظ و يعف نفسه عن الحرام.
  • أن تكون السيدة لديها أب أو أم كبار بالسن وهي المسئولة عن رعايتهما فتلجأ لهذا الزواج , أو أن يكون لديها أولاد لا تستطيع تركهم أو أن يكون لديها مرض أو إعاقة معينه تمنعها من الانتقال لمسكن الزوج.

حكم زواج المسيار

اختلف أهل العلم والفقهاء من رجال الدين كثيرا حول مسألة زواج المسيار ,فمنهم من أباحه ووافق عليه ومنهم من قام بإباحة مع كرهه أو منعه حيث أنه:

  • في موقف إباحة زواج المسيار لم يقل أحد من علماء الدين بإبطاله أو تحريمه ,ولكنهم منعوه لما يترتب عليه من أمور مشينه ومفاسد تتعلق بالمرأة,من حيث استغلال المجتمع لها وحكمه عليها بالسوء,وادعاء البعض بأن زوجها هو عشيقها والعياذ بالله.
  • بعض من العلماء الذين أباحوا زواج المسيار قد رجعوا في إباحتهم له ومن أشهرهم الشيخ ابن عثيمين.

رأي الشيخ ابن عثيمين في زواج المسيار

  • لقد أفتى الشيخ ابن عثيمين في بداية ظهور زواج المسيار بجوازه,ولكن بعد أن انتشر و أصبح تلتف حوله المفاسد والأضرار بالرجل والمرأة خصوصا من قبل بعض المفسدين و المسيئين حولهم,توقف الشيخ ابن عثيمين عن إباحته لزواج المسيار.
  • لم يتوقف الشيخ ابن عثيمين عن إباحته لزواج المسيار بسبب أنه حرام أو باطل,بل توقف بسبب الاستعمال الخاطىء والمشين من قبل الناس لهذا الزواج.

أقوال العلماء المسلمين في زواج المسيار

كان للعديد من مشاهير علماء الدين العديد من الأقوال على زواج المسيار ومنهم:

  • قول الشيخ محمد صالح المنجد قال أنه إذا استوفى الزواج الشروط من القبول و الإيجاب,ومن حيث توفر الشهود و وجود ولي الأمر والإشهار فإنه مباح وصحيح ,ولكن يجب عدم تعميمه لجميع الناس إلا في ظروف معينه.
  • رأي الشيخ الألباني قام الشيخ بمنع زواج المسيار و إيقافه وعدم الاتفاق عليه,لأن الغرض من الزواج هو السكينة و الاطمئنان وتكوين أسرة,وليس بغرض المتعة فقط.